بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ
اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"
في ذكرى الأربعين الخالدة العزيزة
على قلوب محبي العترة الطاهرة وأحرار العالم، نقف خشوعًا وإجلالًا
أمام عظمة التضحية التي قدمها سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه
السلام)، لنستلهم من ثورته دروسًا لا تنضب في الثبات على المبادئ،
ورفض الظلم، والعزة التي لا تنحني. إنها المسيرة التي انطلقت من
خُطى جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتجسدت في شجاعة أبيه
أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وعفّة وقدسية أمّه الصديقة فاطمة
الزهراء (عليها السلام)، وسمو أخيه الإمام الحسن (عليه السلام). هي
مسيرة رسمت ملامحها صبر العقيلة زينب (عليها السلام) ووفاء أخيها
قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (عليه السلام)، الذي لا تزال ذكراه
وأصحابه الأطهار مصدر فخر وإلهام لنا جميعًا.
لقد تحولت هذه الزيارة المقدسة إلى
مسيرة مليونية تتجذر في نفوس أبناء الأمة وقلوبهم الطاهرة، وتتوسع
عامًا بعد عام، لتكون رسالة عالمية تؤكد أن الحق لا يموت وأن ذكرى
الشهادة الحقة هي منارة للأحرار في كل زمان ومكان.
وإننا في فرقة العباس (عليه
السلام) القتالية، إذ نستذكر هذه الملحمة العظيمة، فإننا نؤكد أن
جهادنا ضد الظلم والإرهاب هو امتداد طبيعي لهذه الثورة الحسينية
المباركة. لقد كان لأبطال فرقتنا شرف المساهمة في تأمين هذه الزيارة
المليونية، وتقديم الخدمة للزائرين، تأكيدًا على أن دورنا لا يقتصر
على ميادين القتال، بل يشمل خدمة أبناء الوطن وضيوف أبي عبد الله
الحسين (عليه السلام) من جميع أنحاء العالم.
وبهذه المناسبة، نتقدم بجزيل الشكر
والثناء لأبناء العراق الأبيّ، وبالأخص أهالي محافظة كربلاء
المقدسة، الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم لاستقبال الزائرين، وقدموا لهم
كل ما يحتاجون إليه من عون وكرم. كما نتوجه بالشكر والتقدير إلى
العتبات المقدسة، وعلى رأسها العتبة العباسية المقدسة لدعمها الكبير
وجهودها المخلصة في خدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، التي
كانت وما زالت مثالاً للخير والعطاء.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نتقدم
بالشكر والامتنان إلى المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف،
وعلى رأسها سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)،
الذي يبذل النصح والإرشاد، ويصر على أن تُنقى الشعائر الحسينية من
كل ما يشوبها، ويُخرج منها ما ليس منها، بل ووصل توجيهه إلى أن
تُرفع صوره من المواكب الملتزمة بإرشاداته، لأنه باقٍ في قلوب محبيه
وليس بحاجة إلى صور.
وفي الختام، ندعو الله تعالى أن
يعجّل في فرج الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)، وأن يتغمد
شهداءنا الأبرار، لا سيما خدام الإمام الحسين (عليه السلام) الذين
انتقلوا إلى جوار ربهم، بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم جنانه الواسعة.
وندعو بالشفاء العاجل للجرحى والمرضى، وأن يمنّ على الإسلام بالظفر
والتوفيق، وينصرنا على من ظلمنا من المنافقين والمجرمين.
آمين رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
=======================
فرقة العباس (عليه السلام)
القتالية
٢٠ صفر - الأربعين ١٤٤٧ هـ