وردت في بيان المرجعية الدينية العليا التاريخي بفتوى الوجوب الكفائي للدفاع عن العراق ومقدساتة والذي ألقي في الصحن الحسيني الشريف في يوم (14) شعبان1435ه مفاصل مهمة، ومنها إنّ العراق وشعب العراق يواجه تحدّياً كبيراً وخطراً عظيماً، وإنّ الإرهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات: كنينوى، وصلاح الدين فقط، بل صرّحوا بأنّهم يستهدفون جميع المحافظات، ولا سيّما بغداد، وكربلاء المقدسة، والنجف الأشرف... فهم يستهدفون كلّ العراقيين وفي جميع مناطقهم... ومن هنا، فإنّ مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع، ولا يختصّ بطائفة دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وكااستقراء للخطاب الموجه للشعب فيه من التعبئة والحشد المعنوي الشيء الكثير، مع زخم هائل من المعاني التي تحاكي وتقترب من أذهان كافة شرائح المجتمع، باعتبار أن الخطاب الجماهيري لا يستلزم بالضرورة المصطلحات غير المفهومة والمستعصية، والتي تقترب من اللغة الأكاديمية العلمية، بل هناك المباشرة الواعية التي تنسجم وعمق وخطورة الحدث، والذي تتوقف عليه حياة أمة شاطرت الدهور الغائرة في القدم حضارة وفكراً... فكل شيء بات على المحك، ولم يعد بالإمكان انتظار الاستغاثة من بقية الدول، بل لا بد من تصدي الشعب بنفسه لهذه المسؤولية الجسيمة، لتقوم المرجعية الدينية العليا، وبما عودتنا وعلى مر التاريخ من مواقف بطولية مشرفة بالوقوف مع أبناء الوطن وحمايتهم وإرشادهم الى بر الأمان.
الارهاب يستهدف كل العراقيين، وهو بذلك قد وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه؛ باعتبار أن الجميع سوف يهبون موحدين متكاتفين لدرء الخطر، متناسين خلافاتهم واختلافاتهم الأطرية التي كنا لا نعبأ بها عبر تاريخ العراق القديم والحدث، لولا تدخل قوى الشر وتحالفاتهم المشؤومة ضد كياننا ووجودنا...
المرجعية الدينية العليا لم تكن تخاطب طائفة معينة، بل الخطاب عام وشامل ويشمل الجميع، ولا يوجد أحد بمنأى عن البطش الارهابي الغادر بحق شعبنا، وحتى الذين تعاونوا مع الاهابيين، سوف يتقهقرون ويتلاشون تدريجياً؛ لأنهم سيعلمون أن هذا الارهاب مدعوم من قبل دول كبرى تمتلك العدة والعدد، ولا نهاية لمخططاتهم الاجرامية، وسينقلبون حتى على أتباعهم كما هو ديدن الطغاة والمستكبرين على مر الأزمان، وأن النار ستطالهم اليوم أو غداً لا محالة...
فلا مجال لطرد الغزاة إلا بانصهار الجميع في بودقة التحدي والإصرار، ورفع الروح المعنوية للمجتمع العراقي، وتعزيز ثقافة المقاومة الشعبية والعسكرية ضد المخاطر المحدقة والمحيطة بنا من كل جانب، واحتواء الانتكاسات التي تعرضت لها مدننا الحبيبة، والحملات الاعلامية المنحطة والمسمومة التي تبثها وسائل الاعلام المعادية لأمتنا العراقية، والتي تعمل على تثبيط العزائم، وتشويه الواقع وقلبه لصالح قوى الظلام، خاصة أفلام القتل والترويع بحق أبنائنا من شباب العراق وشيوخه ونسائه وأطفاله، بقصد تدمير المعنويات، وإلحاق الضرر النفسي...
إذن، المخاطر جمة، والمرجعية بحكمتها ودرايتها تراقب عن كثب ما يدور من أحداث، وتحاول ترجمتها إلى توجيهات سديدة تضع النقاط على الحروف، وتمضي بالعراق الموحد إلى شاطئ الأمان.
بيان الفرقة تجاه استغلال مسيرات ومظاهرات الشعب المظلوم.
القائمة البريدية
أضف بريدك الالكتروني ليصلك جديد المركز